والله إنّه لظلم عظيم

تخيّل نفسك على سفينة في وسط المحيط .. يُحيط بك من جميع الجوانب أُفقٌ ليس له نهاية

وفجأة يأتي إعصار هادر يحمل أمواجاً متلاطمة .. يُحاصرك هذا الإعصار من كل جانب ويقترب ويقترب ويقترب

إنّها اللحظات الأخيرة .. إلى من ستلجأ حينها !؟

لاشك أنّك تقول في نفسك : سأقول : " يــــا الله "

نعم لا ناصر إلا الله .. لا مُعين إلا الله .. لا قادر إلا الله .. من سينجّيك ويعينك وينصرك ويعود بك إلى برّ الامان !؟

قال تعالى :
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ

هذه الآية تخاطب عقل هذا المشرك الذي عندما ضاقت عليه ظلمات البحر وكاد أن يموت .. دعا الله مخلصاً له الدعاء فأنجاه الله من هذا البلاء .. ولكن ما أغباه خفيف العقل يُشرك بالله بعد أن أنقذه !؟

تخيّل معي لو أنّك صاحب دُكّان .. فأتيت بأجير ليعمل عندك .. وإذْ به كلّما انتهى يومه يأخذ الربح ويُعطيه لصاحب الدكان الذي بجوارك !
ماذا ستفعل فيه !؟ إذا ما سرّحته فلن تكون ظلمته .. بل هو الذي ظلم نفسه !

ولله المثل الأعلى

فكيف يسمح هذا الشيء أن يُشرك بربّه الذي خلقه وصوّره فأحسن تصويره وخلقته وأحياه وحسّن مظهره وسخّر له ما على الأرض .. وبعد كُلّ هذا يعبد غيره !؟

مــــــا أوقحه !ـ

بربّك .. أليس الشرك بظلم عظيم !؟