Saturday, May 10, 2008

الضّـالّين




كثيراً ما أرى وأنا أبحث في " غوغل " مواقع غريبة تخرج في كل مرّة أبحث فيها ، وأحياناً تشدّني بعض عناوينها بسبب الأسئلة الموضوعة .. ولكن الموقع الأغرب الذي وجدته كان كالتّالي :

ترنيمة أنا الخروف الضال

أنا الخروف الضال و انت الراعي الأمين
تركت ع الجبال التسعة و التسعين
وتصبر و احتمال لفيت شمال و يمين
تبحث بشوق عني
...
شلتني علي الأكتاف و رجعت بي فرحان
درعاتك اللطاف حاوطوني في حنان
و مع باقي الخراف دخلتني في حنان
و قلبك متهني

تذكّرت بعد قراءة هذه الترنيمة تلك الحادثة التي وردت في إنجيل متّى الإصحاح 15 عندما أتت امرأة " كنعانيّة " مع ابنتها المجنونة .. وكانت تُريد من عيسى عليه السلام أن يشفي لها ابنتها ولكنّه لم يرد عليها .. فظلّت المرأة تلحق بهم حتى قال أصحاب المسيح : اصرفها لانها تصيح وراءنا
فاجاب وقال : لم أرسل إلا إلى خراف بيت اسرائيل الضالة

إذاً المسيح عليه السلام وفقاً لإنجيل " متّى " لم يُرسل إلّا إلى خراف بني إسرائيل الضّالة .. وبهدايتهم يكون قد أدّى رسالته إلى العالم بأن دعى بني إسرائيل .. وهذه الوصيّة حفظها من بعده الحواريون إلى أن أتى بولس الكذّاب وحرّف الكتاب .. فبولس كان يهوديّاً وظيفته " صيّاد مكافئات " يعتقل الحواريين أعداء الرومان ثُمّ يحملهم إلى الرومان ليتم إعدامهم ويقبض هو الثمن !
ثمن تلك الرقاب المؤمنة ! وكان هدف هذا اليهودي تحويل دعوة الحواريين من دعوة اليهود إلى سائر البشر لتشتيت دعوتهم .. فكما نعلم تعصّب اليهود وخوفهم من ارتداد أحدهم عن دينه لأنّ أعدادهم قليلة وكانت دعوة الحواريين في ذاك الوقت تُهدد وجود الديانة اليهوديّة

لنعود لموضوع الخرفان فقد ورد في الكتاب المقدّس بمعانٍ كثيرة منها هذه الآية التي تقول :
هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لانه رب الارباب وملك الملوك


تُرى مالسّر في هذا الرب الخروف !؟ في الآية الخروف سيغلبهم لأنّه رب الأرباب ! ولكن لماذا سُمّي بالخروف وهو في مقام ردع ومحاربة والخروف عادة موسوم بالتيه والضياع كما يُقال في الأمثال " خبط عشواء " ومعناها الخروف الذي يسير متخبّطاً لا يعلم أن يذهب وكما جاء في الترنيمة " أنا الخروف الضال " وكما ورد في الآية الأُخرى " خراف بيت إسرائيل الضّالّة " !؟

No comments: