Tuesday, February 5, 2008

إنّ العين لتدمع



وفاة العلماء الأعلام .. من المصائب العظام .. التي تحلُّ على أُمّة الإسلام .. في وقتٍ هي في أمسّ الحاجة إلى إمامٍ هُمام .. يرفع راية الإسلام .. في زمانٍ تكالبت عليه أُمم الضلال والطّغيان .. وتحوّل فيه المسلمون إلى غُثاءٍ وحُطام .. إلّا من رحم ربّي الرحمن

وكما قال عليه الصلاة والسّلام : ( إنّ الله لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور العلماء ، ولكن يقبضه بموت العلماء ، فإذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )


رحم الله شيوخنا بكر أبو زيد .. وعمرو عبد اللطيف

ونقول كما قال الرسول عليه الصلاة والسّلام : إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن

ونسأل الله أن يرزق هذه الأمّة علماءً يرفعون راية الإسلام .. يذبّون بها كيد اللئام .. ويُوقظون بدعوتهم شبابنا النيام

ولاحول ولا قوّة إلّا بالله


أو تَدرِ من ترثي إذِ انسلخَ الضحى أو تَدرِ من قد مات إذ قلتَ الخبر

الشيخُ بكرٌ ذو الوقار وذو التقى علمُ الهدى شيخُ الشريعة والأثر

آمنتُ بالرحمن جلَّ قضاؤه لله شأن في القضاء وفي القدر

لكنني أبكي العلومَ شريفةً أبكي يمينَ الصدق واراها الحجر

أبكي رسائلَ كنَّ أمناً وارفاً ريانةً بالعلم حَفلى بالدرر

أصَّلتَها فصَّلتَها حصَّلتَها لله درُّك كالمحيط إذا زخر

كنتَ المحدِّثَ والرسائلُ ثرةٌ تأصيلُ تخريج ونسخ ٌمشتهر

كنتَ الفقيهَ ملكتَه بزمامِه شَهِدَت مسائلك الحسانُ بما خطر

في حلية العلماء كنتَ موفقاً سِفرُ التعالم كان دفعا للغرر

وبمدخلٍ أصَّلتَ مذهبَ أحمدٍ والبُلغةُ الحسناءُ كانت كالقمر

وبمعجم الألفاظ كنتَ مسدداً في النهي عن ما شذَّ معنىً واشتهر

وحراسةُ الفضل النبيل فضيلةٌ قد حزتَها في درةٍ لا كالدرر

هَدَمَت صروحاً هشةً لمنافقٍ عادت بنا الذكرى لدرتهِ عمر

والاختياراتُ الحسانُ صقلتَها شمخت فكانت ماتعاتٍ للنظر

كنتَ ابنَ تيميةٍ وكنتَ جليسَهُ لله دَرُّك راحلاً ترك الأثر

رباه هذا شيخُنا ضيفٌ أتى أكرم منازلَه وبَوِّئهُ الحُجَر

واجمعه في الفردوس مع خير الورى وأَفِض عليه العفو شيخاً قد غبر

رباه واجبر كسرَنا في راحلٍ كان الإمامَ الصادقَ الشهمَ الأغر


No comments: